TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
حقق سعر الزوج الريال السعودي مقابل الجنيه المصري انخفاضًا طفيفًا في تداولات اليوم، حيث وصل سعر الجنيه المصري مقابل الريال السعودي 12.7137 بفارق -0.56% عن السعر في الأسبوع الماضي. وفيما يتعلق بالشأن المصري، فقد أبدى الصندوق النقد الدولي موافقته على إقراض مصر 5 مليار دولار كجزء من المساعدات العالمية التي تعهدت بها الصندوق بهدف دعم الاقتصاد المصري بعد الضغوطات الصعبة التي تعرضت لها مصر في ظل الحرب على غزة، حيث أن هذه الموافقة تأتي في إطار الموافقة على زيادة حجم تسهيل الصندوق الموسع المصري من 3 مليار إلى 5 مليار دولار، ومن جانب أخر، قال البنك بأنه سيكون بالإمكان تقديم 820 مليون دولار لمصر على دفعات، وقد تم الإعلان عن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي في السادس من شهر مارس بعدما عملت السلطات على تعويم عملة الجنيه المصري، حيث خسر الجنيه المصري نحو 40% من قيمته مقابل عملة الدولار الامريكى، وقد ساهم التمويل من قيمة الصفقة البالغة 35 مليار دولار من الإمارات العربية في تعزيز الاستثمار الداخلي في مصر والتمهيد نحو الخطوة القادمة.
وفي السياق قالت جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي في بيان نشرته بأن مصر تواجه العديد من التحديات على المستوى الاقتصادي، حيث أصبحت إدارتها للوضع الراهن معقدة في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، وإن هناك مجموعة من التدابير سيتم اتخاذها بهدف تصحيح الاختلال الاقتصادي الكلي، منها: توحيد سعر الصرف، وتسوية الطلبات المتراكمة، والتشديد على السياسات النقدية المالية، وأكدت جورجييفا بأن البنك سيواصل الجهود من أجل اتخاذ خطوات حاسمة للمضي قدمًا.
وتعتبر هذه الصفقة هي جزءً من 50 مليار من الاستثمارات والمنح والقروض التي تم التعهد بها بهدف دعم اقتصاد مصر والتي ستساعد في تخفيف حدة التوتر والاضطرابات في المنطقة والتي تزداد بشكل كبير، حيث عانت مصر من العديد من الصراعات في السنوات الأخيرة، بدءً من الصراع الروسي الأوكراني والذي نجم عنه ارتفاع في سعر واردات القمح والنفط، واستنزاف الدولار، والحرب بين إسرائيل وحماس التي أدت إلى إضعاف السياحة وتقليل رسوم قناة السويس، باعتبار هذه العوامل مصدر مهم للعملة الصعبة.
ومن جهة أخرى، حقق مؤشر مديري المشتريات S&P قراءة 47.6 في شهر مارس الماضي من أدنى مستوى له في 11 شهرًا إلى المستوى 47.1 في الشهر الماضي، حيث كانت هذه الفترة هي الفترة الـ 40 على التوالي من انكماش انشاط الاقتصادي الخاص، بحيث استمرت الطلبيات الجديدة في الانخفاض بشكل كبير في ظل ضعف عملة الجنيه المصرية وعدم اليقين من السعر الأمر الذي أدى لانخفاض الانفاق الاستهلاكي.
كذلك الحال بالنسبة لإنتاج الشركات غير النفطية الذي انخفض بقوة باعتباره الانخفاض الأكبر منذ نحو 14 شهرًا، كما أن معدل التوظيف ارتفع لأول مرة في هذا العام، وانعكس ذلك على تعويض الانخفاض في شهري فبراير ومارس، أما فيما يتعلق بالأسعار فقد تراجع حجم تضخم تكاليف المخرجات والمدخلات لأدنى مستوى منذ ثلاثة شهور، بينما لاحظت الشركات تحسن ملحوظ في سعر الصرف في السوق المحلية.
وفي التحليل الفني لسعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري، يحاول ثيران السوق العودة بسعر صرف الزوج بعد التراجع، حيث بلغ سعر صرف الجنيه إلى المستوى 12.711 مقابل الريال، كما وقد قفز سعر الريال السعودي إلى مستوى المقاومة عند نقطة 13.2 جنيه مقابل الريال، وقد عاود الريال التصحيح بشكل مؤقت وصولًا للمستوى 12.39 مقابل الجنيه، ولا يزال هناك اتجاه عام للزوج الريال السعودي مقابل الجنيه المصري صاعدًا، وقد يتحرك الزوج بناءً على العرض والطلب إلى حين تعافي الاقتصاد من الأزمات الأخيرة.
