توالي ارتداد أسعار الفضة من الأعلى لها في أكثر من أربعة أشهر مع ارتفاع مؤشر الدولار لأول مرة في ثلاثة جلسات

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الفضة في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثامنة في أحدى عشرة جلسة من الأعلى لها منذ الخامس من أيلول/سبتمبر وسط الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم وفي ظلال فعليات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.

في تمام الساعة 05:34 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الفضة تسليم آذار/مارس المقبل 0.17% لتتداول حالياً عند 17.76$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 17.79$ للأونصة، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 17.81$ للأوتصة، وذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.01% إلى 97.63 مقارنة بالافتتاحية عند 97.62.

هذا ويترقب المستثمرين حالياً عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل والتي قد تظهر تسارع النمو إلى 0.3% مقابل 0.2% في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك قبل أن نشهد صدور قراءة مؤشر مبيعات المنازل القائمة والتي قد توضح ارتفاعاً 1.5% إلى 5.43 مليون منزل مقابل تراجع 1.7% عند 5.35 مليون منزل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بالأمس خلال فعليات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بما توصلت إليه إدارته من صفقات تجارية وإنجازات اقتصادية لبلاده، مشيراً للاتفاقات التجارية المبرمة مع كل من الصين، المكسيك وكندا، وذلك مع أفادته بأن المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري بين واشنطون وبكين ستبدأ في وقت قريب وأن التعريفات الجمركية قائمة خلال محادثات المرحلة الثانية، مضيفاً أن هناك علاقة طيبة تجمعه بنظيره الصيني.

وفي نفس السياق، حذر الرئيس الأمريكي ترامب من أن إدارته ستفرض رسوم جمركية 25% على السيارات الأوروبية في حالة عدم التوصل إلى اتفاق تجاري عادل بين واشنطون وبروكسل، وذلك مع تهديده بفرض رسوم جمركية 100% على النبيذ الفرنسي، وأفادته بأن فرنسا ستتوقف عن فرض رسوم على شركات الإنترنت في الوقت الراهن وأنه ليس لديه نية للالتقاء مع رئيس الوزراء الأوكراني في المنتدى.

وجاء تصريحات الرئيس الأمريكي الجمهوري خلال فعليات دافوس والتي تضمنت انتقاده لبنك الاحتياطي الفيدرالي لكونه خفض الفائدة بصورة ضعيفة، بالتزامن مع بدأ مجلس الشيوخ الأمريكي ذو الأغلبية الجمهورية جلسات محاكمة الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين والتي تهدف لعزله من منصبه عقب الاتهامات التي وجهت إليه من قبل مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية على خلفية مكالمته الهاتفية المسربة مع رئيس الوزراء الأوكراني.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا أيضا بالأمس أعرب وزير الخزانة الأمريكي ستيفين مينوتشن خلال فعليات دافوس، أن المرحلة الثانية من الاتفاق التجاري بين بلاده والصين لن تتضمن إلغاء التعريفات الجمركية بالكامل، وأن الجزء الأول من المرحلة الثانية قد يتضمن تأجيل بعض التعريفات، وذلك مع تحذيره لكل من إيطاليا وبريطانيا من كونهم سيواجهان تعريفات جمركية أمريكية أذا ما استمرا في فرض ضريبة رقمية على شركات مثل جوجل وفيسبوك.

وجاءت تحذيرات وزير الخزانة الأمريكي مينوتشن لكل من إيطاليا وبريطانيا عقب تراجع فرنسا عن فرض ضريبة رقيمة وتعهد باريس وواشنطون على تجنب اندلاع حرب تجارية بينهم حتى نهاية العام الجاري على الأقل، بينما نوه لكون توقعات النمو لبلاده لهذا العام منخفضة للغاية، مع أفادته بأن الصفقات التجارية الأخيرة ستؤدي إلى دعم وتيرة النمو، مضيفاً بأن التحديات التجارية الأمريكية لن تؤثر على وتيرة نمو الاقتصاد العالمي.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس التقرير التي تطرقت لتهديد كوريا الشمالية للولايات المتحدة بعدم نزع سلاحها النووي في حالة استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، كما تابعنا بالأمس أعرب نائب في البرلمان الإيراني عن كون بلاده ستكون محمية من أي تهديدات إذا كانت تمتلك أسلحة نووية، موضحاً أنه يتعين على طهران الوضع في الاعتبار إنتاج صواريخ طويلة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، ومضيفا أن ذلك ضمن حق الدفاع عن النفس.

على الصعيد الأخر، تزايدت حالة القلق في الأسواق من انتشار فيروس كورونا عالمياً في أعقاب التأكيد على أولى حالة أمريكية تصاب بفيروس الالتهاب الرئوي الذي أودي بحياة تسعة أشخاص في الصين وأصاب أكثر من أربعمائة شخص هناك حتى الآن، وذلك بالتزامن مع تأكيد مسئولي الصحية أيضا في كل من تايلاند، كوريا الجنوبية واليابان بالإضافة إلى تايوان على وجود حالات أصيبت بالفيروس الذي يمكن أن ينتقل من شخص لأخر.