استقرار سلبي لأسعار النفط متغاضية عن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في أربعة جلسات

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام تيمكس للجلسة الثانية من الأعلى لها منذ 24 من كانون الثاني/يناير وارتداد خام برنت للجلسة الثانية على التوالي من الأعلى له منذ 28 من الشهر ذاته متغاضية بذلك عن ارتداد مؤشر الدولار من الأعلى له منذ 21 من نيسان/أبريل من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الجمعة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً وفي ظلال تقييم المستثمرين لانتشار فيروس كورونا.

وفي تمام الساعة 04:21 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط "نيمكس" تسليم آذار/مارس المقبل بنسبة 0.26% لتتداول عند مستويات 53.60$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 53.74$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 53.88$ للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم نيسان/أبريل 0.10% لتتداول عند 58.94$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 59.00$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة  سعرية هابطة بعد أن اختتمت الأمس عند 59.31$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.03% إلى 99.83 مقارنة بالافتتاحية عند 99.85، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 99.86.

هذا ويترقب المستثمرين الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي ماركيت عن الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة صناعية، واللتان قد تعكسا تقلص اتساع القطاع الصناعي إلى ما قيمته 51.5 مقابل 51.9 ف كانون الثاني/يناير الماضي، واستقرار اتساع القطاع الخدمي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الأجمالي الأمريكي عند ما قيمه 53.3 خلال شباط/فبراير.

ويأتي ذلك قبل أن نشهد أيضا عن الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر مبيعات المنازل القائمة والتي قد توضح تراجعاً 1.7% إلى 5.46 مليون منزل مقابل ارتفاع 3.6% عند 5.54 مليون منزل في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كما من المرتقب أن نشهد اليوم حديث العديد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح عقب ساعات من الكشف عن محضر اجتماع الفيدرالي الأربعاء الماضي.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا أمس الخميس أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط تقلص الفائض إلى 0.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 14 من شباط/فبراير مقابل 7.5 مليون برميل، بخلاف التوقعات التي أشارت لتقلص الفائض إلى 3.3 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 442.9 مليون برميل، بينما لا تزال المخونات 2% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

وفي نفس السياق، فقد أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة أيضا بالأمس انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، 2.0 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات 3% أعلى من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة 0.6 مليون برميل، لتعد المخزونات 4% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا أمس الخميس أفادت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس لوسائل الإعلام بأن انخفاض عدد الحالات المصابة بفيروس التاجي خارج الصين "قد لا يبقي كما هو لفترة طويلة"، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان كوريا الجنوبية عن أول حالة وفاة بالفيروس القاتل والإفادة بارتفاع الحالات المصابة المؤكدة الجديدة هناك بشكل حاد وتحديداً بنسبة 22% إلى إجمالي 104 حالة مصابة بفيروس كورونا.

على الصعيد الأخر، فقد أعربت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا من خلال بيان صحفي لها مؤخراً عن كون إنتاج الدولة العضوة في منظمة أوبك، مستمر في التراجع بشكل موسع من جراء إغلاق الحقول النفطية في ليبيا، مع أفادتها بأن الإنتاج انخفض إلى 135,745 برميل يومياً وأن إجمالي الخسائر الناتجة عن تراجع الإنتاج تجاوزت 1.6$ مليار، وجدد المؤسسة دعوتها لإعادة فتح الحقول والموانئ النفطية والسماح لها باستأنف عمليات الإنتاج مجدداً.

ونود الإشارة، لكون تراجع الإنتاج النفطي في ليبيا بالإضافة للتوقعات بأن روسيا قد توفق على مقترح منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط وعلى رأسهم روسيا، بالتوسع في خفض الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يومياً حتى نهاية النصف الأول من هذا العام، قد ساهم في دعم أداء العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الأسبوع الجاري في مواجهة القلق من ضعف الطلب على النفط من قبل الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة عالمياً في ظلال انتشار فيروس كورونا.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة لإجمالي 678 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 14 من شباط/فبراير، لتعكس ثاني ارتفع أسبوعي لها على التوالي، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفع في مطلع هذا الشهر بواقع 100 ألف برميل يومياً ليعود من جديد إلى مستويات 13 مليون برميل يومياً والتي بلغها لأول مرة مع مطلع هذا العام.