الاقتصادي للأخبار

منوعات

آخر مقالات منوعات

العاملون: ثمن الانتظار يتضمن وجبات الطعام



الاقتصادي – سورية:

وسام الجردي

 

خلقت طوابير الانتظار الطويلة على محطات الوقود لطلب مادة البنزين فرص عمل جديدة لبعض المتعطلين عن العمل، عبر قيامهم بانتظار دور صاحب أي سيارة مقابل مبلغ مادي.

وانتشرت عروض عمل على "فيسبوك" في أكثر من مجموعة، من قبل أصحاب سيارات يعرضون مبالغ مالية مقابل قيام شخص ما بالانتظار على طابور البنزين في كازيات محددة بدلاً عنهم، ولاقت الفكرة قبولاً من البعض، واستخفافاً من البعض الأخر.

"الاقتصادي" تواصل مع أحد الذين يعملون بهذه الطريقة، وأكد أنه يحصل على ما بين 10 – 15 ألف ليرة سورية مهما كانت مدة الانتظار، مؤكداً أن المبلغ يتضمن ثمن وجبات الطعام لقاء الانتظار لمدة تتجاوز في بعض الأحيان الـ12 ساعة متواصلة.

وأشار أنور  33 سنة يعمل كسائق تكسي، إلى أنه هناك بعض الأشخاص يقومون بدور السماسرة لتأمين شبان لهذه المهمة ووصلهم بأصحاب السيارات الراغبين مقابل 10% من قيمة الاتفاق مع صاحب السيارة الأساسي.

ووفقاً لشاب آخر يدعى مصطفى 25 سنة طالب جامعي في كلية علم الاجتماع،  ويعمل بهذه المهمة حالياً، فإن العملية تتم عبر إبرام عقد بين صاحب السيارة والسائق لمنع سرقة السيارة، أو يتم حجز هويته حتى يقوم بملئ خزان الوقود.

 

وتواصل "الاقتصادي" مع بعض أصحاب السيارات الذين طلبوا سائقين للانتظار عبر "فيسبوك"، وأكدوا بدورهم، أن سبب هذا الطلب هو عدم قدرتهم على الانتظار بسبب انشغالهم بأعمالهم أو لأوضاع عائلية وصحية معينة، إضافة إلى أن أجرة الشاب المنتظر مع ثمن البنزين تبقى أقل بكثير من ثمن الـ20 ليتر في السوق السوداء التي وصلت إلى 30 – 40 ألف ليرة.

وقبل أيام، اعتمدت "وزارة النفط والثروة المعدنية" آلية جديدة لتزويد السيارات الخاصة والحكومية والدراجات النارية بمادة البنزين، وتتضمن ترك عدة أيام بين عملية التعبئة الأولى والثانية، مع بقاء حجم المخصصات الشهرية على وضعها الحالي.

وتنص الآلية الجديدة على ترك فارق زمني قدره 7 أيام عن آخر عملية تعبئة وذلك للسيارات الخاصة، سواء من الشريحة المدعمة أو غير المدعمة وفق مخصصاتها الشهرية.

وبالنسبة للسيارات العامة تكون التعبئة بمعدل مرة واحدة كل 4 أيام وفق مخصصاتها الشهرية، فيما تكون التعبئة للدراجات النارية مرة واحدة كل 7 أيام وفق الكمية المخصصة لها.

ودعت الوزارة المواطنين إلى التأكد من مخصصاتهم وسماحية التعبئة قبل التوجه لمحطات الوقود اعتباراً من صباح غد الأحد، ونوهت بأنه إجراء مؤقت لتخفيف الازدحام على محطات الوقود، وتوزيع كميات البنزين على الشريحة الأوسع من المواطنين.

وعمم "مجلس الوزراء" مؤخراً، بتخفيض مخصصات السيارات الحكومية من البنزين لأيلول الجاري، بهدف إدارة النقص الحاصل حالياً بالمادة، وذكرت مصادر في وزارة النفط أن التخفيض بلغ 15 ليتراً، حيث أصبحت مخصصات السيارات الحكومية 55 ليتراً بدل 70 ليتر شهرياً.

وعدّلت الوزارة قبل أسابيع الكميات المعبأة من البنزين للسيارات الخاصة، بحيث تحصل على 100 ليتر مدعوم شهرياً لكن بمعدل 30 ليتر كل 4 أيام بدل 40 ليتر كل 4 أيام، بسبب نقص مادة البنزين وعُمرة مصفاة بانياس (الإصلاحات السنوية لها).

ويصل سعر ليتر البنزين المدعوم حالياً إلى 250 ليرة، وليتر البنزين غير المدعوم (أوكتان 90) 450 ليرة، وليتر (الأوكتان 95) بـ575 ليرة، بعدما تم رفعها بمقدار 25 ليرة سورية لمختلف الأنواع في آذار 2020.

وتشهد معظم المحافظات منذ حوالي الشهر أزمة نقص في المشتقات النفطية، لا سيما البنزين، وكان تبرير "وزارة النفط والثروة المعدنية" حينها أن السبب يعود للموسم السياحي الصيفي وتنقلات المواطنين.

ومع استمرار أزمة فقدان البنزين ووصولها لدمشق منذ حوالي الأسبوعين وتشكل طوابير من السيارات على محطات الوقود، أعلنت الوزارة وجود نقص في مخازين المادة ومشكلة في توريدات المشتقات النفطية، بسبب العقوبات وبسبب عمرة مصفاة بانياس.

وأكد وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة منذ أيام، أن أزمة البنزين ستنتهي مع نهاية الشهر الجاري، مؤكداً عدم وجود نية لرفع الأسعار أو إلغاء الدعم، داعياً المواطنين إلى تقديم الاقتراحات التي يرونها مناسبة للوضع الراهن.


error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND