التهديد الروسى لا يزال يدعم مسار صعودى لاسعار الغاز الطبيعى

لثلاث جلسات تداول على التوالى يتحرك سعر الغاز الطبيعى وسط زخم صعودى ويستقر اليوم ما بين مستوى 7.59 دولار ومستوى 7.77 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. لا يزال التهديد بأنقطاع الغاز الروسى يدعم السوق. ورغم ذلك أنخفض سعر الغاز الطبيعي الأوروبي وسط طقس معتدل ووفرة الإمدادات التي تصل عن طريق الناقلات من الموردين العالميين. ورغم ذلك فقد أنخفضت العقود الآجلة للشهر المقبل في هولندا بنسبة 3.1٪ للتراجع اليومي الرابع على التوالي قبل تعويض بعض هذه الخسائر. ومن المتوقع درجات حرارة أعلى من المعتاد في معظم أنحاء أوروبا الغربية. كما استوردت المنطقة كميات هائلة من الغاز الطبيعي المسال على خلفية الاستهلاك الخافت في آسيا.

ومع ذلك ، لا يزال المستثمرين متوترين بسبب طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدفوعات الروبل مقابل الغاز الذي تم توريده في أبريل. وقطعت موسكو بالفعل الإمدادات عن بولندا وبلغاريا لعدم امتثالها لآليتها الجديدة ، وسيواجه المزيد من الموردين الإقليميين مواعيد نهائية للدفع في الأسابيع المقبلة.

ومن جانبه قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي بإن إنشاء حساب بالروبل لدفع ثمن الغاز الروسي سيكون انتهاكًا للعقد. وأضاف دراجي في مؤتمر صحفي يوم الاثنين “من المهم للغاية أن تعطي مفوضية الاتحاد الأوروبي رأيًا قانونيًا واضحًا إذا كان الدفع بالروبل يعد انتهاكًا للعقوبات”. وحث على توجيه أوضح من الاتحاد الأوروبي حيث من المقرر أن تسدد إيطاليا مدفوعات في غضون أسبوعين تقريبًا ، مضيفًا أن البلاد ستلتزم بإرشادات الاتحاد الأوروبي.

وكانت التدفقات الروسية المرصودة التي تمر عبر أوكرانيا والإمدادات عبر خط أنابيب نورد ستريم مستقرة يوم الثلاثاء. وأظهرت بيانات الشبكة أن إمدادات الغاز من وإلى ألمانيا عبر وصلة يامال-أوروبا الروسية ظلت عند الصفر على الرغم من حجوزات السعة. ومع ذلك ، فإن الاتحاد الأوروبي يمضي قدمًا في الجهود المبذولة لترتيب عمليات التسليم البديلة. وسيسعى التكتل إلى تكثيف التعاون مع الدول الأفريقية للمساعدة في استبدال واردات الغاز الروسي وتقليل الاعتماد على موسكو بنحو الثلثين هذا العام. ويشمل ذلك بشكل أساسي الغاز الطبيعي المسال من دول غرب إفريقيا.

وعلى صعيد أخر مؤثر على معنويات السوق: يتراجع النمو في إنتاج الغاز الطبيعي في أكبر المناطق المنتجة في الولايات المتحدة الامريكية بسبب الافتقار إلى شبكة خطوط أنابيب كافية ، حيث ترتفع الأسعار في الداخل جنبًا إلى جنب مع زيادة كبيرة في صادرات الغاز الطبيعي المسال الموجهة إلى أوروبا المتعطشة للغاز. ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير ، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنسبة 50٪ تقريبًا ، وفقًا لتقارير رويترز ، ويعاني المنتجون في أبالاتشيا وغرب تكساس الآن من نقص في خطوط الأنابيب لنقل المنتج إلى السوق. وفى هذا الصدد قالت رويترز بإن منطقة أبالاتشيا تمثل 37 بالمئة من إجمالي إنتاج الغاز في الولايات المتحدة ، بينما تمثل غرب تكساس 19 بالمئة أخرى ، مستشهدة بتحذير من محللي بنك أوف أمريكا من أن أبالاتشيا تقترب من حدود طاقتها الجاهزة ، مما ينذر بإيقاف محتمل لنمو الإنتاج.

وفي غرب تكساس ، موطن شركة بيرميان للنفط الصخرى ، تمتلئ خطوط الأنابيب أيضًا بسرعة ، وفقًا لرويترز.

وقد يؤدي نقص خطوط الأنابيب إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ، والذي تجاوز 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في السوق الفوري في نهاية الشهر الماضي. وذكرت إدارة معلومات الطاقة (EIA) الأسبوع الماضي أن العقود الآجلة لشهر مايو انتهت أيضًا بسعر أعلى من 7 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

ويأتي توقيت نقص خط الأنابيب هذا في الوقت الذي تبحث فيه أوروبا عن بدائل للغاز الروسي ، مع استخدام الغاز الطبيعي المسال الأمريكي كبديل مفضل. وحاليًا ، تمتلك الولايات المتحدة القدرة على تصدير 9.8 مليار قدم مكعب يوميًا ، وفقًا لرويترز ، بينما تستورد أكبر اقتصادات أوروبا الغاز الروسي بمعدل 18.3 مليار قدم مكعب يوميًا. وسوف يؤثر انتعاش الطلب الوبائي على الغاز الطبيعي والتضخم ونقص الطاقة في المنزل على المستهلكين الأمريكيين.

هذا الشارت من منصة tradingview